بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( وَصايَا أبِي الدَّرْداءِ رضي الله عنه ))
للشيخ صالح آل الشيخ
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ جعلَ لهذِه الأمةِ مَنابرَ هُدًى وقدوةً صالحةً لِيقتديَ بها الأوَّلُونَ ولِيقتديَ بِها الآخِرون، {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا} [النحل:120]، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:21]، {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:29]. فالحمدُ للهِ على أنْ أقامَ لنا الحُجَّةَ وجعلَ السبيلَ واضحةً لا لَبْسَ فيها. وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، هو إلهُ الأوَّلِينَ وإِلَهُ الآخِرينَ، {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} [الأنعام: 3]. وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، وصَفِيُّه وخَليلُه، بَلَّغ وبَشَّرَ وأنْذَر، وتَرَكَنا على البيضاءِ، على طريقٍ بيضاءَ نقيةٍ، ليلُها كنهارِها، لا يَزيغُ عنها بعدَه -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إلا هالِكٌ. فصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ تارةً أُخرى، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ كلَّما صلَّى عليه المُصَلُّون، وكلما غَفَلَ عن الصلاةِ عليه الغافِلُون، وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومَن تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين.
أما بعدُ: فيا أيُّها المؤمنون! اِتَّقوا اللهَ حقَّ التقوى.
عبادَ اللهِ! إنَّ اللهَ -جلَّ جلالُه- اخْتارَ -فيما اخْتارَ- رِجالاً صالِحين لِصُحبةِ محمدٍ -عليه الصلاةُ والسلامُ-، اختارَهم وهو -جلَّ وعلا- يَختارُ ما يَختارُ لِفَضْلٍ منه -جلَّ وعلا- ولِحِكْمةٍ {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةَ} [القصص:68]. وصحابةُ رسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- مدرسةٌ عظيمةٌ تَرَبَّى عليها الناسُ فيما بَعْدَهُمْ، تَرَبَّى عليها التابِعون إذْ رَأَوْا أفْعالَهم وأَخَذُوا أقوالَهم وتَدارَسُوها، وتَرَبَّى عليها العلماءُ والصالِحونَ فيما بَعدهم حيث نَظروا في أقوالِهِم أَخَذوها دُروسًا، وجَعلوا يَتَدَبَّرونَ ويَتَأمَّلون فيها، وليس مِنْ عَجَبٍ أنْ كانَ ذلكَ كذلكَ؛ لأنَّهم الصَّحْبُ الذينَ رضي اللهُ عنهم {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايُعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح:18]. وكان مِنهم المهاجِرُون، وكان منهم الأنْصارُ. والأنصارُ كانوا أنصارًا لِرَسولِ اللهِ -جلَّ وعلا-، نَصَرُوا دِينَهُ لَمَّا تَخَلَّتْ عنه -عليه الصلاةُ والسلامُ- قُرَيْشٌ، وتَخَلَّتْ عنه القبائلُ فيما حَوْلَ مَكَّةَ، فأقْبَلُوا على دينِ اللهِ ونَصَرُوهُ بألسِنَتِهِم، ونَصَرُوهُ بِأعمالِهم، ونَصَرُوهُ بِسُيُوفِهِم وأرواحِهِم، فَرَضِيَ اللهُ عنهم أجمعين كفاءَ ما بَذَلُوا وكفاءَ ما عَمِلُوا وكفاءَ ما أَدَّوْا لهذِه الأمةِ ونَقَلُوا دِينَ اللهِ إلى الناسِ أجمعين.
كان مِن هؤلاءِ مَنْ وَصَفَهُمُ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بأنه حَكيمُ هذه الأمةِ فيما رُوِيَ عنه -عليه الصلاةُ والسلامُ- مِنْ وَجْهٍ مُرْسَلٍ؛ فقال -عليه الصلاةُ والسلامُ-: «حَكِيمُ هَذِهِ الأُمَّةِ: أَبُو الدَّرْدَاءِ». وأبو الدَّرداءِ -هذا-: صَحابيٌّ مِنَ الأنصارِ، خَزْرَجِيٌّ، هو عُمَيْرُ بنُ زيدِ بنِ قَيْسٍ، وقيلَ: عُويمرُ بنُ عامرٍ. كان عَبْدًا صالِحًا، وكان سَيِّدًا مِن ساداتِ القُرَّاءِ، لَمْ يَجمَعْ مِنَ الصحابةِ القرآنَ كامِلاً عَلى عَهْدِهِ -عليه الصلاةُ والسلامُ- إلا نَفَرٌ قَلائِلُ، كان مِنهم أبو الدرداءِ -رَضِي اللهُ عنه وأرْضاه-. أسلَمَ أبو الدرداءِ -رضي اللهُ عنه- يومَ بَدْرٍ بالمدينةِ، وشَهِدَ مع رسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أُحُدًا والمَشَاهِدَ بَعْدَها، ولَمَّا رأى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حَالَهُ يومَ أُحُدٍ، وحَالَهُ في دِفاعِهِ عنِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم- لَمَّا تفرَّق عنه الناسُ؛ قال: نِعْمَ الفَارِسُ عُوَيْمِرُ! وكان أبو الدرداء بيْتًا لِلْحِكْمةِ، وبَيْتًا لِلعِلْمِ؛ ولهذا وَلَّاهُ عمرُ بنُ الخطابِ -رضي اللهُ عنه- قَضاءَ دمشق. وتوُفِّي -رضي الله عنه- في دمشقَ في آخِرِ خِلافةِ عُثمانَ. كان له أصحابٌ، وكان يَعِظُ الناسَ بِكلامِهِ؛ لِكَيْ يتأثَّرَ الناسُ، وكان يَعِظُ الناسَ بِعَمَلِهِ، بِعَمَل صامِد، فجَمع في الوعْظِ وجَمَعَ في الهدايةِ بين العَمَلِ والقَوْلِ؛ تأثَّر الناسُ بعَمَلِه وتأثَّر الناسُ بِقَوْلِه.
وإنه مِمَّا ينبغي علينا -أيها المؤمنون!- أنْ نَنْظُرَ في أقوالِ صَحابةِ رسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم-؛ لِنَنْظُرَ كيف نَقَلُوا الإسلامَ قَولاً وعَمَلاً إلى الناسِ بَعدَهُم إلى زمانِنا، وكُلُّ صَلاحٍ يُرْجَى في الناسِ؛ فإنَّما يكونُ بالنَّظَرِ في حالِ صَحابةِ رسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، وبِتدارُسِ أقوالِهِم والنَّظَرِ في أعْمالِهِمْ؛ فَفِي النظرِ في أعمالِهم ما يَجْعَلُ المرْءَ ذا هِمَّةٍ قوِيَّةٍ في طلبِ الحقِّ وفي الجِهادِ والاجتهادِ في [العِلمِ] والعَمَلِ، وبالنَّظَرِ إلى أقوالِهِمْ؛ يَكونُ المَرْءُ في مدرسةٍ وفي تربِيَةٍ يَفْقِدُها إذا لم يُقْبِلْ على أولئكَ الصحابةِ -رِضوانُ اللهِ عليهِمْ- يَدرُس أقوالَهُم ويَتَدَبَّرُها.
أبو الدَّرْداءِ -رضي اللهُ عنه- كان ذا حِكمةٍ غَريبَةٍ، وكان ذا حِكمةٍ بَليغةٍ؛ ولِهذا كان ابنُ عمرَ -رضي اللهُ عنه- يقولُ لأصحابِه: حَدِّثونا عنِ العاقِلَيْنَ. قالوا: يا ابنَ عُمَرَ! ومَنِ العاقِلانِ؟ قال: مُعاذٌ وأبو الدَّرْداءِ. مُعاذٌ كان في شأنِهِ في الإسلامِ وفي عَمَله بالحلالِ والحرامِ ما تَعْلَمون. وأمَّا أبو الدرداءِ؛ فأقوالُهُ وأحاديثُهُ في التَّربيَةِ وفي إصلاحِ النَّفْسِ والمجتمعِ كَثُرَتْ في كُتُبِ أهلِ العِلْمِ، ونأخذ منها شيئًا؛ لِيكونَ دَليلا على غيرِهِ؛ لَعَلَّنا نَتَّعِظُ كما اتَّعَظَ أصحابُه -رضي اللهُ عنه-. (حَدِّثونا عنِ العاقِلَيْنِ: مُعاذٌ وأبو الدَّرداءِ).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( وَصايَا أبِي الدَّرْداءِ رضي الله عنه ))
للشيخ صالح آل الشيخ
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ جعلَ لهذِه الأمةِ مَنابرَ هُدًى وقدوةً صالحةً لِيقتديَ بها الأوَّلُونَ ولِيقتديَ بِها الآخِرون، {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا} [النحل:120]، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:21]، {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:29]. فالحمدُ للهِ على أنْ أقامَ لنا الحُجَّةَ وجعلَ السبيلَ واضحةً لا لَبْسَ فيها. وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، هو إلهُ الأوَّلِينَ وإِلَهُ الآخِرينَ، {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} [الأنعام: 3]. وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، وصَفِيُّه وخَليلُه، بَلَّغ وبَشَّرَ وأنْذَر، وتَرَكَنا على البيضاءِ، على طريقٍ بيضاءَ نقيةٍ، ليلُها كنهارِها، لا يَزيغُ عنها بعدَه -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إلا هالِكٌ. فصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ تارةً أُخرى، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ كلَّما صلَّى عليه المُصَلُّون، وكلما غَفَلَ عن الصلاةِ عليه الغافِلُون، وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومَن تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين.
أما بعدُ: فيا أيُّها المؤمنون! اِتَّقوا اللهَ حقَّ التقوى.
عبادَ اللهِ! إنَّ اللهَ -جلَّ جلالُه- اخْتارَ -فيما اخْتارَ- رِجالاً صالِحين لِصُحبةِ محمدٍ -عليه الصلاةُ والسلامُ-، اختارَهم وهو -جلَّ وعلا- يَختارُ ما يَختارُ لِفَضْلٍ منه -جلَّ وعلا- ولِحِكْمةٍ {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةَ} [القصص:68]. وصحابةُ رسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- مدرسةٌ عظيمةٌ تَرَبَّى عليها الناسُ فيما بَعْدَهُمْ، تَرَبَّى عليها التابِعون إذْ رَأَوْا أفْعالَهم وأَخَذُوا أقوالَهم وتَدارَسُوها، وتَرَبَّى عليها العلماءُ والصالِحونَ فيما بَعدهم حيث نَظروا في أقوالِهِم أَخَذوها دُروسًا، وجَعلوا يَتَدَبَّرونَ ويَتَأمَّلون فيها، وليس مِنْ عَجَبٍ أنْ كانَ ذلكَ كذلكَ؛ لأنَّهم الصَّحْبُ الذينَ رضي اللهُ عنهم {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايُعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح:18]. وكان مِنهم المهاجِرُون، وكان منهم الأنْصارُ. والأنصارُ كانوا أنصارًا لِرَسولِ اللهِ -جلَّ وعلا-، نَصَرُوا دِينَهُ لَمَّا تَخَلَّتْ عنه -عليه الصلاةُ والسلامُ- قُرَيْشٌ، وتَخَلَّتْ عنه القبائلُ فيما حَوْلَ مَكَّةَ، فأقْبَلُوا على دينِ اللهِ ونَصَرُوهُ بألسِنَتِهِم، ونَصَرُوهُ بِأعمالِهم، ونَصَرُوهُ بِسُيُوفِهِم وأرواحِهِم، فَرَضِيَ اللهُ عنهم أجمعين كفاءَ ما بَذَلُوا وكفاءَ ما عَمِلُوا وكفاءَ ما أَدَّوْا لهذِه الأمةِ ونَقَلُوا دِينَ اللهِ إلى الناسِ أجمعين.
كان مِن هؤلاءِ مَنْ وَصَفَهُمُ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بأنه حَكيمُ هذه الأمةِ فيما رُوِيَ عنه -عليه الصلاةُ والسلامُ- مِنْ وَجْهٍ مُرْسَلٍ؛ فقال -عليه الصلاةُ والسلامُ-: «حَكِيمُ هَذِهِ الأُمَّةِ: أَبُو الدَّرْدَاءِ». وأبو الدَّرداءِ -هذا-: صَحابيٌّ مِنَ الأنصارِ، خَزْرَجِيٌّ، هو عُمَيْرُ بنُ زيدِ بنِ قَيْسٍ، وقيلَ: عُويمرُ بنُ عامرٍ. كان عَبْدًا صالِحًا، وكان سَيِّدًا مِن ساداتِ القُرَّاءِ، لَمْ يَجمَعْ مِنَ الصحابةِ القرآنَ كامِلاً عَلى عَهْدِهِ -عليه الصلاةُ والسلامُ- إلا نَفَرٌ قَلائِلُ، كان مِنهم أبو الدرداءِ -رَضِي اللهُ عنه وأرْضاه-. أسلَمَ أبو الدرداءِ -رضي اللهُ عنه- يومَ بَدْرٍ بالمدينةِ، وشَهِدَ مع رسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أُحُدًا والمَشَاهِدَ بَعْدَها، ولَمَّا رأى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حَالَهُ يومَ أُحُدٍ، وحَالَهُ في دِفاعِهِ عنِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم- لَمَّا تفرَّق عنه الناسُ؛ قال: نِعْمَ الفَارِسُ عُوَيْمِرُ! وكان أبو الدرداء بيْتًا لِلْحِكْمةِ، وبَيْتًا لِلعِلْمِ؛ ولهذا وَلَّاهُ عمرُ بنُ الخطابِ -رضي اللهُ عنه- قَضاءَ دمشق. وتوُفِّي -رضي الله عنه- في دمشقَ في آخِرِ خِلافةِ عُثمانَ. كان له أصحابٌ، وكان يَعِظُ الناسَ بِكلامِهِ؛ لِكَيْ يتأثَّرَ الناسُ، وكان يَعِظُ الناسَ بِعَمَلِهِ، بِعَمَل صامِد، فجَمع في الوعْظِ وجَمَعَ في الهدايةِ بين العَمَلِ والقَوْلِ؛ تأثَّر الناسُ بعَمَلِه وتأثَّر الناسُ بِقَوْلِه.
وإنه مِمَّا ينبغي علينا -أيها المؤمنون!- أنْ نَنْظُرَ في أقوالِ صَحابةِ رسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم-؛ لِنَنْظُرَ كيف نَقَلُوا الإسلامَ قَولاً وعَمَلاً إلى الناسِ بَعدَهُم إلى زمانِنا، وكُلُّ صَلاحٍ يُرْجَى في الناسِ؛ فإنَّما يكونُ بالنَّظَرِ في حالِ صَحابةِ رسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، وبِتدارُسِ أقوالِهِم والنَّظَرِ في أعْمالِهِمْ؛ فَفِي النظرِ في أعمالِهم ما يَجْعَلُ المرْءَ ذا هِمَّةٍ قوِيَّةٍ في طلبِ الحقِّ وفي الجِهادِ والاجتهادِ في [العِلمِ] والعَمَلِ، وبالنَّظَرِ إلى أقوالِهِمْ؛ يَكونُ المَرْءُ في مدرسةٍ وفي تربِيَةٍ يَفْقِدُها إذا لم يُقْبِلْ على أولئكَ الصحابةِ -رِضوانُ اللهِ عليهِمْ- يَدرُس أقوالَهُم ويَتَدَبَّرُها.
أبو الدَّرْداءِ -رضي اللهُ عنه- كان ذا حِكمةٍ غَريبَةٍ، وكان ذا حِكمةٍ بَليغةٍ؛ ولِهذا كان ابنُ عمرَ -رضي اللهُ عنه- يقولُ لأصحابِه: حَدِّثونا عنِ العاقِلَيْنَ. قالوا: يا ابنَ عُمَرَ! ومَنِ العاقِلانِ؟ قال: مُعاذٌ وأبو الدَّرْداءِ. مُعاذٌ كان في شأنِهِ في الإسلامِ وفي عَمَله بالحلالِ والحرامِ ما تَعْلَمون. وأمَّا أبو الدرداءِ؛ فأقوالُهُ وأحاديثُهُ في التَّربيَةِ وفي إصلاحِ النَّفْسِ والمجتمعِ كَثُرَتْ في كُتُبِ أهلِ العِلْمِ، ونأخذ منها شيئًا؛ لِيكونَ دَليلا على غيرِهِ؛ لَعَلَّنا نَتَّعِظُ كما اتَّعَظَ أصحابُه -رضي اللهُ عنه-. (حَدِّثونا عنِ العاقِلَيْنِ: مُعاذٌ وأبو الدَّرداءِ).
الثلاثاء ديسمبر 27, 2011 10:04 am من طرف قاسم الدليمي
» العوئل اللتي تنتمي الى قبيله التميمي تعالووو وشوفو خخ
الثلاثاء أغسطس 31, 2010 12:36 pm من طرف تميم عزوتي
» رحلتي إلى دولة مصر**
الأحد سبتمبر 20, 2009 10:15 am من طرف سمآ الروح
» ( ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب )
السبت سبتمبر 19, 2009 1:47 pm من طرف سمآ الروح
» عااااجل عروس مهرها 300................
السبت سبتمبر 19, 2009 1:45 pm من طرف سمآ الروح
» اعلنت رجوعها مشرفة الاقسام الاجتماعيه [ سما الروح ]
السبت سبتمبر 19, 2009 1:39 pm من طرف سمآ الروح
» >>اختبر شخصيتك من طريقة ردك على التلفون <<
السبت سبتمبر 19, 2009 1:30 pm من طرف سمآ الروح
» احسن طبخاات للعزاابييه ادخل ومنت خسران راح تستفييد
السبت سبتمبر 19, 2009 1:25 pm من طرف سمآ الروح
» وصل 5 واكتب النكـ نيم لماسنجركـ >>
السبت سبتمبر 19, 2009 1:15 pm من طرف سمآ الروح