السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
====
قصة المرأتين اللتين تحاكمتا في ابنهما إلى داود وسليمان عليهما السلام
====
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (كَانَت امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَ، جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَ، فَقَالَتْ لِصَاحِبَتِهَا إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ، وَقَالَت الْأُخْرَى إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ، فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى، فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَام فَأَخْبَرَتَاهُ، فَقَالَ: ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَ، فَقَالَت الصُّغْرَى: لَا تَفْعَلْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ هُوَ ابْنُهَ، فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى). قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاللَّهِ إِنْ سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِ قَطُّ إِلَّا يَوْمَئِذٍ وَمَا كُنَّا نَقُولُ إِلاَّ الْمُدْيَةَ.متفق عليه، صحيح البخاري، رقم6769)، وصحيح مسلم، رقم 1720).
شرح المفردات:
(الْمُدْيَة) بِضَمِّ الْمِيم وَكَسْرهَا وَفَتْحهَ، سُمِّيَتْ بِهِ لِأَنَّهَا تَقْطَع مَدَى حَيَاة الْحَيَوَان.
(وَالسِّكِّين) تُذَكَّر وَتُؤَنَّث لُغَتَانِ، وَيُقَال أَيْضًا: سِكِّينَة لِأَنَّهَا تُسَكِّن حَرَكَة الْحَيَوَان.
شرح الحديث:
قال النووي: اسْتَدَلَّ سُلَيْمَان بِشَفَقَةِ الصُّغْرَى عَلَى أَنَّهَا أُمّه، وَأَمَّا الْكُبْرَى فَمَا كَرِهَتْ ذَلِكَ; بَلْ أَرَادَتْهُ لِتُشَارِكهَا صَاحِبَتهَا فِي الْمُصِيبَة بِفَقْدِ وَلَدهَا.
قَالَ الْعُلَمَاء: يَحْتَمِل أَنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَلَّامَ قَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى لِشَبَهٍ رَآهُ فِيهَ، أَوْ أَنَّهُ كَانَ فِي شَرِيعَته التَّرْجِيح بِالْكَبِيرِ، أَوْ لِكَوْنِهِ كَانَ فِي يَدهَ، وَكَانَ ذَلِكَ مُرَجِّحًا فِي شَرْعه. وَأَمَّا سُلَيْمَان فَتَوَصَّلَ بِطَرِيقٍ مِن الْحِيلَة وَالْمُلَاطَفَة إِلَى مَعْرِفَة بَاطِن الْقَضِيَّة، فَأَوْهَمَهُمَا أَنَّهُ يُرِيد قَطْعه لِيَعْرِف مَنْ يَشُقّ عَلَيْهَا قَطْعه فَتَكُون هِيَ أُمّه، فَلَمَّا أَرَادَت الْكُبْرَى قَطْعه، عَرَفَ أَنَّهَا لَيْسَتْ أُمّه، فَلَمَّا قَالَت الصُّغْرَى مَا قَالَتْ عَرَفَ أَنَّهَا أُمّه، وَلَمْ يَكُنْ مُرَاده أَنَّهُ يَقْطَعهُ حَقِيقَة، وَإِنَّمَا أَرَادَ اخْتِبَار شَفَقَتهمَا؛ لِتَتَمَيَّز لَهُ الْأُمّ، فَلَمَّا تَمَيَّزَتْ بِمَا ذَكَرْت عَرَفَهَ، وَلَعَلَّهُ اسْتَقَرَّ الْكُبْرَى فَأَقَرَّتْ بَعْد ذَلِكَ بِهِ لِلصُّغْرَى، فَحَكَمَ لِلصُّغْرَى بِالْإِقْرَارِ لَا بِمُجَرَّدِ الشَّفَقَة الْمَذْكُورَة، قَالَ الْعُلَمَاء: وَمِثْل هَذَا يَفْعَلهُ الْحُكَّام لِيَتَوَصَّلُوا بِهِ إِلَى حَقِيقَة الصَّوَاب، بِحَيْثُ إِذَا اِنْفَرَدَ ذَلِكَ لَمْ يَتَعَلَّق بِهِ حُكْم شرح صحيح مسلم (12/18).
من فوائد الحديث:
1-قال ابن الجوزي: وإنما حكما بالاجتهاد إذ لو كان بنص لما ساغ خلافه وهو دال على أن الفطنة والفهم موهبة من الله تعالى عمدة القاري [ 16 - 17 ].
.
2-من المقرر في الشريعة أن القاضي إذا اجتهد وأخطأ فله أجر وإن اجتهد وأصاب فله أجران كما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عمرو ابن العاص رضي الله عنه، قال: قال صلى الله عليه وسلم : «إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر»متفق عليه، صحيح البخاري، رقم6919)، وصحيح مسلم، رقم: (1716).
والأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يحكمون فيما يعرض عليهم من قضايا باجتهادهم في إنزال الحكم على الواقعة بحسب البينات والقرآن، ففي الصحيحين عن أم سلمة- رضي الله عنها- أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إليَّ ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له بنحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار»متفق عليه، صحيح البخاري، رقم6566)، وصحيح مسلم، رقم: (1713).
. فالحاكم بعلم مثاب أصاب أو أخطأ، إذا اجتهد ما استطاع.
3-مشروعية القضاء بالأمارات والقرائن، قال ابن القيم تعليقاً على القصة: قوله: (فقضى به للصغرى) ، فأي شيء أحسن من اعتبار هذه القرينةالظاهرة ، فاستدل برضا الكبرى بذلك ، وأنها قصدت الاسترواح إلى التأسي بمساواةالصغرى في فقد ولدها، وبشفقة الصغرى عليه ، وامتناعها من الرضا بذلك على أنها هيأمه، وأن الحامل لها على الامتناع هو ما قام بقلبها من الرحمة والشفقة التي وضعهاالله تعالى في قلب الأم ، وقويت هذه القرينة عنده ، حتى قدمها على إقرارها ، فإنهحكم به لها مع قولها " هو ابنها " . وهذا هو الحق ، فإن الإقرار إذا كان لعلة اطلععليها الحاكم لم يلتفت إليه أبدا(الطرق الحكمية (1/6).).
4-عظم رحمة الأم وشفقتها على ابنها، ولذا آثرت أن يبقى حياً ولو كان بعيداً عنها، ومنه أجل هذا ونحوه عظم الشارع الحكيم حق الأم وجعله من أهم الحقوق وأجلها، كما في قوله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا به شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)[ النساء: 36 ].
:::المصدر: شبكة السنة النبوية وعلومهابإشراف الاستاذ الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغير :::
__________________
السنٌنه مثل سفينة نوح عليه السلام
من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق
بسم الله الرحمن الرحيم
====
قصة المرأتين اللتين تحاكمتا في ابنهما إلى داود وسليمان عليهما السلام
====
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (كَانَت امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَ، جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَ، فَقَالَتْ لِصَاحِبَتِهَا إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ، وَقَالَت الْأُخْرَى إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ، فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى، فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَام فَأَخْبَرَتَاهُ، فَقَالَ: ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَ، فَقَالَت الصُّغْرَى: لَا تَفْعَلْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ هُوَ ابْنُهَ، فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى). قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاللَّهِ إِنْ سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِ قَطُّ إِلَّا يَوْمَئِذٍ وَمَا كُنَّا نَقُولُ إِلاَّ الْمُدْيَةَ.متفق عليه، صحيح البخاري، رقم6769)، وصحيح مسلم، رقم 1720).
شرح المفردات:
(الْمُدْيَة) بِضَمِّ الْمِيم وَكَسْرهَا وَفَتْحهَ، سُمِّيَتْ بِهِ لِأَنَّهَا تَقْطَع مَدَى حَيَاة الْحَيَوَان.
(وَالسِّكِّين) تُذَكَّر وَتُؤَنَّث لُغَتَانِ، وَيُقَال أَيْضًا: سِكِّينَة لِأَنَّهَا تُسَكِّن حَرَكَة الْحَيَوَان.
شرح الحديث:
قال النووي: اسْتَدَلَّ سُلَيْمَان بِشَفَقَةِ الصُّغْرَى عَلَى أَنَّهَا أُمّه، وَأَمَّا الْكُبْرَى فَمَا كَرِهَتْ ذَلِكَ; بَلْ أَرَادَتْهُ لِتُشَارِكهَا صَاحِبَتهَا فِي الْمُصِيبَة بِفَقْدِ وَلَدهَا.
قَالَ الْعُلَمَاء: يَحْتَمِل أَنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَلَّامَ قَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى لِشَبَهٍ رَآهُ فِيهَ، أَوْ أَنَّهُ كَانَ فِي شَرِيعَته التَّرْجِيح بِالْكَبِيرِ، أَوْ لِكَوْنِهِ كَانَ فِي يَدهَ، وَكَانَ ذَلِكَ مُرَجِّحًا فِي شَرْعه. وَأَمَّا سُلَيْمَان فَتَوَصَّلَ بِطَرِيقٍ مِن الْحِيلَة وَالْمُلَاطَفَة إِلَى مَعْرِفَة بَاطِن الْقَضِيَّة، فَأَوْهَمَهُمَا أَنَّهُ يُرِيد قَطْعه لِيَعْرِف مَنْ يَشُقّ عَلَيْهَا قَطْعه فَتَكُون هِيَ أُمّه، فَلَمَّا أَرَادَت الْكُبْرَى قَطْعه، عَرَفَ أَنَّهَا لَيْسَتْ أُمّه، فَلَمَّا قَالَت الصُّغْرَى مَا قَالَتْ عَرَفَ أَنَّهَا أُمّه، وَلَمْ يَكُنْ مُرَاده أَنَّهُ يَقْطَعهُ حَقِيقَة، وَإِنَّمَا أَرَادَ اخْتِبَار شَفَقَتهمَا؛ لِتَتَمَيَّز لَهُ الْأُمّ، فَلَمَّا تَمَيَّزَتْ بِمَا ذَكَرْت عَرَفَهَ، وَلَعَلَّهُ اسْتَقَرَّ الْكُبْرَى فَأَقَرَّتْ بَعْد ذَلِكَ بِهِ لِلصُّغْرَى، فَحَكَمَ لِلصُّغْرَى بِالْإِقْرَارِ لَا بِمُجَرَّدِ الشَّفَقَة الْمَذْكُورَة، قَالَ الْعُلَمَاء: وَمِثْل هَذَا يَفْعَلهُ الْحُكَّام لِيَتَوَصَّلُوا بِهِ إِلَى حَقِيقَة الصَّوَاب، بِحَيْثُ إِذَا اِنْفَرَدَ ذَلِكَ لَمْ يَتَعَلَّق بِهِ حُكْم شرح صحيح مسلم (12/18).
من فوائد الحديث:
1-قال ابن الجوزي: وإنما حكما بالاجتهاد إذ لو كان بنص لما ساغ خلافه وهو دال على أن الفطنة والفهم موهبة من الله تعالى عمدة القاري [ 16 - 17 ].
.
2-من المقرر في الشريعة أن القاضي إذا اجتهد وأخطأ فله أجر وإن اجتهد وأصاب فله أجران كما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عمرو ابن العاص رضي الله عنه، قال: قال صلى الله عليه وسلم : «إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر»متفق عليه، صحيح البخاري، رقم6919)، وصحيح مسلم، رقم: (1716).
والأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يحكمون فيما يعرض عليهم من قضايا باجتهادهم في إنزال الحكم على الواقعة بحسب البينات والقرآن، ففي الصحيحين عن أم سلمة- رضي الله عنها- أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إليَّ ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له بنحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار»متفق عليه، صحيح البخاري، رقم6566)، وصحيح مسلم، رقم: (1713).
. فالحاكم بعلم مثاب أصاب أو أخطأ، إذا اجتهد ما استطاع.
3-مشروعية القضاء بالأمارات والقرائن، قال ابن القيم تعليقاً على القصة: قوله: (فقضى به للصغرى) ، فأي شيء أحسن من اعتبار هذه القرينةالظاهرة ، فاستدل برضا الكبرى بذلك ، وأنها قصدت الاسترواح إلى التأسي بمساواةالصغرى في فقد ولدها، وبشفقة الصغرى عليه ، وامتناعها من الرضا بذلك على أنها هيأمه، وأن الحامل لها على الامتناع هو ما قام بقلبها من الرحمة والشفقة التي وضعهاالله تعالى في قلب الأم ، وقويت هذه القرينة عنده ، حتى قدمها على إقرارها ، فإنهحكم به لها مع قولها " هو ابنها " . وهذا هو الحق ، فإن الإقرار إذا كان لعلة اطلععليها الحاكم لم يلتفت إليه أبدا(الطرق الحكمية (1/6).).
4-عظم رحمة الأم وشفقتها على ابنها، ولذا آثرت أن يبقى حياً ولو كان بعيداً عنها، ومنه أجل هذا ونحوه عظم الشارع الحكيم حق الأم وجعله من أهم الحقوق وأجلها، كما في قوله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا به شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)[ النساء: 36 ].
:::المصدر: شبكة السنة النبوية وعلومهابإشراف الاستاذ الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغير :::
__________________
السنٌنه مثل سفينة نوح عليه السلام
من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق
الثلاثاء ديسمبر 27, 2011 10:04 am من طرف قاسم الدليمي
» العوئل اللتي تنتمي الى قبيله التميمي تعالووو وشوفو خخ
الثلاثاء أغسطس 31, 2010 12:36 pm من طرف تميم عزوتي
» رحلتي إلى دولة مصر**
الأحد سبتمبر 20, 2009 10:15 am من طرف سمآ الروح
» ( ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب )
السبت سبتمبر 19, 2009 1:47 pm من طرف سمآ الروح
» عااااجل عروس مهرها 300................
السبت سبتمبر 19, 2009 1:45 pm من طرف سمآ الروح
» اعلنت رجوعها مشرفة الاقسام الاجتماعيه [ سما الروح ]
السبت سبتمبر 19, 2009 1:39 pm من طرف سمآ الروح
» >>اختبر شخصيتك من طريقة ردك على التلفون <<
السبت سبتمبر 19, 2009 1:30 pm من طرف سمآ الروح
» احسن طبخاات للعزاابييه ادخل ومنت خسران راح تستفييد
السبت سبتمبر 19, 2009 1:25 pm من طرف سمآ الروح
» وصل 5 واكتب النكـ نيم لماسنجركـ >>
السبت سبتمبر 19, 2009 1:15 pm من طرف سمآ الروح